يقال عند الاستمرار في تسخين الحديد الأحمر أنه قد "سخن حتى البياض" رغم عدم تجاوز درجة حرارته 900K (على ما أعتقد ولكنى لست بواثق)، وبالتأكيد أن حديد الحداد ليس "بالجسم الأسود"، وبالرغم من بلوغ درجة حرارة سلك من التنغستين باللمبة ل3500K إلا أنها تعطي ضوءا أصفر حيث ينبغي بلوغ درجة حرارة الشمس للحصول على الضوء الأبيض، فيهيأ لي أن بالأمر شيئا غير طبيعي، وهناك أمر آخر وهو رؤية النجم الذي تبلغ درجة حرارته 4000K على أنه "نجم أحمر" بالرغم من كونه أقرب ما يكون للجسم الأسود، فكيف له أن يكون أكثر حمرة من الحديد (الأبيض) عند درجة حرارة 900K؟ إنى أشك في أن تقدير لون الحديد المطروق والنجم قد حدث بظروف مختلفة لدرجة انعكاس النتيجة. ويبدو النجم "الساخن" أكثر حمرة من الحديد "البارد"، فالعين في أغلب الظن ليست بموضوعية فيما يخص قياس الألوان بل تتأثر بالبيئة، فكيف يحدث هذا التأثير؟ وهل لديكم قائمة بالكتب التي يمكن الرجوع إليها في هذا الموضوع ؟
لا يظهر الحديد المسخن حتى البياض باللون الأبيض إلا بالظلام بينما يكاد يكون محمرا في ضوء الشمس، ولا يرى النجم البارد أحمر إلا عند مقارنته بالنجوم الأخرى التي غالبا ما تكون أكثر سخونة من الشمس، ولا يوجد لون أبيض بل ألوان بيضاء بدرجات الحرارة المختلفة تحددها ألون الطيف للجسم الأسود، ومن الصعب مشاهدة تلك الألوان بأكملها حيث يقوم الغلاف الجوي بنشر اللون الأزرق، وتحويل ألوان الطيف للشمس نحو اللون الأحمر، وليس هناك شيئ غريب بتلك المشاهدات، فالعين مقياس سيئ جدا للضوء حيث هي لا تستطيع المقارنة بين المصادر القريبة في الوقت والمسافة، ولكن في المقابل تعتبر أداة ممتازة في كشف الفرق بين الألوان المتجاورة؛ أنظر الكتاب الرائع "العيون والنظر" للكاتب إيف لو جراند لدى دار النشر دونو الصادر سنة 1960 إذا ما كان متاحا حتى الآن أو بالمكتبة.